يسعى المسلم دائماً أن يستغفر الله تعالى على ذنبه، وأن يتوب إلى الله تعالى عن ما اقتفره من آثامٍ ومعاصي، وإنّ الإنسان بطبعه خطّاء، ولا يوجد من البشر أناسٌ معصومون إلا من عصمهم الله تعالى من أنبيائه ورسله، وليس عيباً أو قدحاً في المسلم أن يخطأ، بل العبرة فيمن يستغفر عن خطئه ويمحوه قبل أن يجتمع عليه الذّنب فيهلكه، وفي الحديث إيّاكم ومحقّرات الذّنوب فإنّها تجتمع على الرّجل حتى تهلكه، وبالتّالي على المسلم الذّكي الذي يحرص على أن تبقى صفحته بيضاء ناصعةً أمام ربّه تعالى أن لا يترك الذّنب يتراكم على قلبه، فقد يتحوّل هذا التّراكم إلى حالة الرّان – والعياذ بالله – وهو جزءٌ من الغشاوة على القلب حيث يغفل الإنسان بسبب وجودها عن الإستغفار وذكر الله تعالى، فعلى الإنسان أن يستغفر ربّه كلما أخطأ في حقّه، وإنّ الاستغفار عن الذنب يكون بما يلي :
- بالإيمان بأنّ الله تعالى هو وحده من يغفر الذّنب ويقبل التّوبة، فحينما يدعو العبد ربّه ويستغفر ذنبه وهو موقنٌ بأنّ الله تعالى سوف يغفره لأنّه أهلٌ لذلك وصاحبه، فإنّ الله تعالى يغفر له ما بدر منه، وفي الحديث علم عبدي أنّ له ربّا يغفر الذّنب، غفرت لعبدي فليفعل ما يشاء .
- عدم الإصرار على المعصية بل النّدم الشّديد عليها مع العزم على عدم العودة إليها، فالإنسان حين يشعر ربّه تعالى أنّه ارتكب الذّنب تحت ضغوط شهوات النّفس ونزواتها، ويظهر لربّه جلّ وعلا صدق استغفاره بالنّدم ومحاسبة النّفس على تلك المعصية، كما يبيّن عزمه على عدم العودة إلى تلك المعصية بنيّةٍ وعزيمةٍ، فإنّ الله تعالى يغفر له ذلك .
- ولكي يغفر الله تعالى للعبد الذّنب عليه أن يدعوه ويقف برحابه يناجيه بأحبّ الأسماء إليه، فالله تعالى قد جعل لنفسه صفات وأسماء منها الأسماء الحسنى، واسم الله الأعظم .
- وقد بيّن النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام فضل الاستغفار إلى الله تعالى بقوله إنّي أتوب إلى الله تعالى واستغفره في اليوم مائة مرّة، كما بيّن الله تعالى أنّ هناك أوقاتاً مستحبّةً للاستغفار منها وقت السّحر، وقبل غروب الشّمس، وكذلك أدبار الصّلوات، وفي شهورٍ معيّنةٍ كشهر رمضان المبارك حيث تزداد نفحات الله ورحماته .